سورة الأعراف - تفسير التفسير الوسيط

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الأعراف)


        


{قالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هذا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْها أَهْلَها فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (123) لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (124) قالُوا إِنَّا إِلى رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ (125) وَما تَنْقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآياتِ رَبِّنا لَمَّا جاءَتْنا رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَتَوَفَّنا مُسْلِمِينَ (126)} [الأعراف: 7/ 123- 126].
لقد أسقط في يد فرعون، وطاش صوابه، فلجأ إلى التهديد والتخويف والوعيد وجعل ذنب السحرة المبادرة إلى الإيمان بإله غيره من دون إذن منه ولا رضا، فقال لهم: كيف آمنتم برسالة موسى واتبعتموه قبل أن آذن لكم؟ وإن ما تظاهرتم به أولا بعداوة موسى، والاعتداد بالسحر ثانيا، وإرادة الغلبة لموسى ثالثا، هذا كله مكر خفي منكم وتدبير خبيث وتواطؤ مع موسى قبل المباراة، لقد دبرتم العمل بالمدينة، وتآمرتم لإخراج الناس من البلد، فسوف تعلمون عاقبة ما أفعل بكم. إن فرعون يعلم يقينا أن الاتهام بالمكر والمؤامرة غير صحيح، فهو الذي أرسل جنوده في سائر أقاليم مصر، ووعدهم بالعطاء، ولم يلتقوا بموسى، ولم يعرف موسى أحدا منهم، ولا رآه ولا اجتمع به.
وعقابي لكم: تقطيع الأيدي والأرجل، ثم القتل والصلب على جذوع النخل، والتنكيل بأشد العذاب والعقاب، حتى تكونوا عبرة للمعتبر، والقصد من هذا التهديد حماية مزاعمه بادعاء الألوهية، وسد الباب أمام الناس الذين يريدون الإيمان بالله تعالى، وترك الولاء والعبودية لفرعون.
ولكن فريق السحرة لم يأبهوا بالتهديد والوعيد، لثقتهم بالله، وقالوا: إن الأمر كله لله، وإننا راجعون إلى ربنا مهما طال العمر، وما تنقم منا وما تكره من أفعالنا إلا أننا آمنا بالله ورسوله لما ظهرت الآيات والمعجزة، وعرف الحق، وتبدد الباطل.
وهذا إعلان لقرار لا رجعة فيه، وكأنهم يقولون: لا أمل لنا في رجوعنا عن الإيمان بالله ربا واحدا لا شريك له.
ربنا هب لنا صبرا فسيحا واسعا، وثبّتنا على دينك وشرعك، واغمرنا بالصبر حتى يفيض علينا كما يغمر الماء الأشياء، وأمتنا مسلمين خاضعين لأوامرك، منقادين خاضعين لعظمتك، ثابتين على الدين الحق: دين الإسلام متابعين لنبيك موسى عليه السلام.
والظاهر أن فرعون نفّذ تهديده ووعيده فعلا، لقوله تعالى في بداية القصة:
{فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ} قال ابن ابن عباس رضي اللّه عنهما: فرعون أول من صلب وقطع من خلاف.
وقال ابن عباس وغيره في السحرة: أصبحوا سحرة وأمسوا شهداء، وأما التوعد فلجميعهم.
وقال السحرة لفرعون في آية أخرى: {فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ إِنَّما تَقْضِي هذِهِ الْحَياةَ الدُّنْيا (72) إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنا لِيَغْفِرَ لَنا خَطايانا وَما أَكْرَهْتَنا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقى (73) إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى (74) وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحاتِ فَأُولئِكَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ الْعُلى (75)} [طه: 20/ 72- 75].
وإذا كان الإيمان بالدين الحق والصبر على الشدائد من خلق اللّه تعالى، كما يقول أهل السنة، فإن اتجاه إرادة الإنسان للأخذ بهما، والاستعانة بالله للثبات على الإسلام، دليل على استحقاق العبد الثواب على ما اتجهت إليه إرادته، إذ لو كان الإيمان مجرد منحة من اللّه، لما كان هناك داع لإثابة المؤمن، وتعذيب الكافر.
وإيمان السحرة وإعلان إسلامهم بجرأة وصراحة وسرعة يدل على أن الإنسان إذا تجرد عن هواه، وأذعن للعقل والفكر السليم، بادر إلى الإيمان عند ظهور الأدلة عليه. قال ابن عباس رضي اللّه عنهما: لما آمنت السحرة، اتبع موسى ست مائة ألف من بني إسرائيل.
وقال مقاتل: مكث موسى بمصر بعد إيمان السحرة عاما أو نحوه يريهم الآيات.
التحريض على قتل موسى وقومه:
لما انضم السحرة وجماعة معهم إلى موسى عليه السلام، وآمنوا به، على مرأى عام أمام الجموع الغفيرة، وحينما أصروا على إيمانهم دون مبالاة بتهديد فرعون لهم بالقتل، اتجه فرعون بتحريض من قومه إلى إنزال النكال والعذاب بموسى وقومه، مستغلا سلطته وبغيه وطغيانه، وأما موسى فأخذ يصبّر قومه، ويعدهم بالفوز والنهاية السعيدة، والاستخلاف في الأرض، على أن يكونوا صلحاء شرفاء، قائمين على الحق والاستقامة.
وصف اللّه تعالى هذين الوضعين: وضع فرعون مع موسى وقومه، ووضع موسى مع قومه بني إسرائيل، فقال سبحانه:


{وَقالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قالَ سَنُقَتِّلُ أَبْناءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قاهِرُونَ (127) قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (128) قالُوا أُوذِينا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنا وَمِنْ بَعْدِ ما جِئْتَنا قالَ عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (129)} [الأعراف: 7/ 127- 129].
يخبر اللّه تعالى في هذه الآيات عن أمرين محرجين لموسى عليه السلام: الأمر الأول- أن قوم فرعون تمالؤوا مع فرعون على موسى وقومه، وأضمروا لهم الأذى والبغضاء، وحرضوا على قتلهم والتخلص منهم، بعد إيمان السحرة بموسى وانضمامهم له على مشهد من الناس قاطبة.
قال أشراف قوم فرعون لفرعون: أتترك موسى وقومه أحرارا، فيتمكنوا من إفساد رعيتك، بإدخالهم في دينهم، أو جعلهم تحت سلطانهم وقيادتهم، ودعوتهم إلى عبادة ربهم دونك، وتركك مع آلهتك، فلا يعبدونك ولا يعبدونها كما أمرت وشرعت؟! فقال فرعون متأثرا بهذا التحريض: سنقتل أبناء الإسرائيليين، ونبقي نساءهم أحياء للمتعة والخدمة، فلا يتكاثرون، كما كنا نفعل قبل ولادة موسى، ليعلموا أننا عليهم قادرون، وفوقهم قاهرون، وهذا يقتضي تحقير أمرهم، أي هم أقل من أن يؤبه بهم. جاء في آية أخرى: {وَقالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسادَ (26)} [غافر: 40/ 26].
الأمر الثاني- أنه حين سمع الإسرائيليون بتهديد فرعون، فزعوا وجزعوا وتضجروا، فقال لهم موسى مطمئنا ومثبتا ومقويا نفوسهم وواعدهم ما عند اللّه: {اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا} فالله هو المعين على الشدائد، الدائم الباقي، القادر على كل شيء، والصبر سلاح المؤمن، واعلموا أن الأرض أرض الدنيا يورثها من يشاء من عباده، وأن العاقبة للمتقين ربهم، الخائفين من عذابه، الطامعين في رحمته، والنصر للمؤمنين، لا كما يظن فرعون وقومه. والصبر في هذه الآية يعمّ الانتظار الذي هو عبادة، والصبر في المناجزات والأزمات.
لكن الوصية لم تؤثر في الإسرائيليين، لشدة فزعهم من فرعون وقومه، فقالوا لموسى: أوذينا من قبل مجيئك وقبل ولادتك، ومن بعد إرسالك، وفعلوا بنا ما رأيت من الذل والهوان، فقتلوا أولادنا، وعذبونا، وتعود المأساة اليوم بعد مجيئك، كما تسمع من الوعيد والتهديد.
فأجابهم موسى بما يتناسب مع قلة يقينهم وصبرهم على الدين: لعل اللّه ينصركم ويهلك عدوكم فرعون، ويستخلفكم بعده في الأرض، ويجعلكم سادة. وهذا كله لتأليف نفوسهم النافرة واضطرابهم مع أنبيائهم، ثم حضهم على الاستقامة والصلاح، مذكرا إياها بأن اللّه تعالى ناظر كيف تعملون، ومجازيكم على عملكم: إن خيرا فخير، وإن شرا فشر.
إن موسى أراد من قومه شد عزائمهم على الشكر عند النعمة، وزوال النقمة، وتدريبهم على تحمل ألوان المشاق والمعاناة، وممارسة أعمال الطاعة، والاتكال على اللّه وحده. ولكن القوم ضجروا وتبرموا وأتعبوا موسى تعبا شديدا، وبالرغم من ذلك فقد تحقق ما وعدهم به موسى، وأغرق اللّه فرعون وقومه، وكانوا هم الخلفاء على أرض الفراعنة في زمن داود وسليمان، إلا أنهم عادوا إلى العصيان والعناد، والتضجر من موسى عليه السلام، فعوقبوا بألوان مختلفة من العقاب، كما يبين في الآيات التالية.
الآيات التسع:
يتميز التشريع الجزائي الإلهي بأنه يرسل الإنذارات أولا، ليراجع الناس حساباتهم ويصلحوا أعمالهم من قريب دون تماد في البغي والعدوان والمخالفة والعصيان، فإذا استبد العناد بالقوم، وظهر منهم التعنت والتحدي لرسالات الأنبياء، ولم يبق أمل في إصلاحهم وإنما تحقق اليأس منهم، فإن اللّه ينزل بهم العقاب الصارم أو الاستئصال جزاء بما كسبوا، وزجرا لهم وردعا لأمثالهم. وقد أرسل اللّه تعالى تسع آيات مع موسى عليه السلام إلى فرعون وملئه لعلهم يرجعون عما هم فيه من جحود وعناد، فقال اللّه تعالى:


{وَلَقَدْ أَخَذْنا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (130) فَإِذا جاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قالُوا لَنا هذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسى وَمَنْ مَعَهُ أَلا إِنَّما طائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (131) وَقالُوا مَهْما تَأْتِنا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنا بِها فَما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (132) فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الطُّوفانَ وَالْجَرادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفادِعَ وَالدَّمَ آياتٍ مُفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكانُوا قَوْماً مُجْرِمِينَ (133)} [الأعراف: 7/ 130- 133].
أقسم اللّه سبحانه وتعالى عناية بالناس وتربية للنفوس أنه أرسل مع موسى تسع آيات من العقاب لقوم فرعون، ذكر منها هنا سبع آيات عقاب، عوقب بها فرعون وجنوده: وهي أعوام الجدب (السّنون) ونقص الثمار، وطوفان الماء، والجراد (طائر معروف يأكل النبات) والقمّل (سوس القمح: حيوان صغير جدا أسود، أو الدود الذي يأكل الزرع) والضفادع التي ملأت القدور والبيوت، والدم الذي نشأ من تحول ماء البئر، فكان الرجل منهم إذا استقى من البئر، وارتفع الدلو، صار دما.
وذكر اللّه تعالى إضافة على هذه الآيات السبع آيتين أخريين في سورة يونس، وهما الطمس على الأموال، أي محقها وهلاكها، والتشديد على القلوب. [الآية: 88].
هذه عقوبات تسع وأنواع من العذاب بعثها اللّه على قوم فرعون، وأخذها بهم، وقد استعمل القرآن كلمة (أخذ) في العذاب والشدة. وسبب أخذهم بها التوصل إلى إصلاحهم، لعلهم بها يتذكرون ويتعظون. فإن من سنته تعالى أن يرسل الزواجر من الآفات والمصائب تنبيهات لعل أصحابها ترجع وتثوب إلى اللّه، فإن ثابت واهتدت، كان الخير، وإلا وقع الهلاك المحتوم. لكن المصائب زادت آل فرعون عتوا وبغيا، فإذا جاءت أمة فرعون الحسنة، أي الخصب ونماء الرزق من الثمار والمواشي قالوا: لنا هذا نستحقه بعلمنا ومعرفتنا وتفوقنا، وإن تعرّضوا لسيئة: وهي ما يسوءهم من جدب وقحط، تشاءموا بموسى ومن معه، وقالوا: هذا بسببهم وما جاؤوا به، وغفلوا عن واجب شكر نعمة اللّه وعن سيئاتهم وفساد أعمالهم، وشرور أنفسهم.
فردّ اللّه عليهم بأن كل ما يصيبهم من خير أو شر، فهو بقضاء اللّه وقدره، فالله جعل الخير ابتلاء ليعرف الشاكر من الجاحد، وجعل الشر ابتلاء أيضا، ليعرف الصابر من الساخط، وليرجع أهل الغي والفساد عن غيهم وفسادهم، ولكن أكثر الناس لا يعلمون حكمة اللّه في تصريف الكون، ولا كيفية الارتباط بين الأسباب والمسببّات، والأمور تجري بالمقادير، وكل شيء عنده بمقدار.
ومع هذه الإنذارات والآيات قال قوم فرعون لموسى: مهما تأتنا به من آية تستدل بها على صدقك في دعوتك، من أجل أن تسحرنا بها، وتصرفنا عما نحن عليه من ديننا بلطف وحذاقة، فلسنا نحن بمصدقين لك أبدا، ولا متبعين رسالتك.
فأنزل اللّه بهم عقابا على كفرهم وتكذيبهم وجرائمهم، أرسل عليهم الطوفان من الماء: وهو ما غلبهم وطاف بهم من مطر أو سيل، فأغرقهم وأتلف مزروعاتهم وأرسل عليهم الجراد الذي يأكل الأخضر واليابس من الثمار والزروع، وأتلف زراعتهم، وأرسل عليهم القمّل (وهو سوس القمح أو كبار القراد) ونحوها من الآفات الزراعية، وبعث اللّه تبارك وتعالى عليهم الضفادع، فتدخل في فرشهم وقدورهم وأواني الطبخ، وبين ثيابهم. وكذلك أرسل اللّه عليهم الدم حيث تتحول مياههم إلى دم. كل هذه آيات واضحات بينات ظاهرات، لا يشكل على عاقل أنها من عند اللّه، ولا يقدر عليها غيره، وكانت عبرة ضاحكة، لا تخفى على عاقل أنها من عند اللّه، ولكن بالرغم من هذه الآيات، فإن قوم فرعون تكبروا عنها وعن الإيمان برسالة موسى، وكانوا قوما مجرمين في حق أنفسهم وحق اللّه تعالى وعباده.
عاقبة الكفر المصحوب بالعناد:
إذا لم تفلح وسائل الإصلاح الهادئة أو المقترنة بشيء من الإنذارات والتحذيرات، واعتصم الكافرون بالتحدي والعناد، فإن العاقبة تكون وخيمة، والعقاب واقع حتما لا محالة، إما في الدنيا أو في الآخرة يقع الندم حينئذ، وهكذا كان الحال مع فرعون وقوعه، حذرهم موسى، وأتى لهم بالبينات والحجج الدالة على صدقه في رسالته، وكانت الإنذارات تتعاقب فيهم وهي الآيات التسع أو أنواع العقوبات وألوان العذاب التي بعثها اللّه عليهم ليزدجروا وينيبوا، فلم يرتدعوا، فاستحقوا عذاب الاستئصال والإغراق في البحر، قال اللّه تعالى:

7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14